المقدّمة :
إن أهميّة الصّورة الفوتوغرافية أو الفيلمية بشكل عام كونها ضرورة, أصبحت تدخل في تفاصيل حياتنا اليومية نتيجة تطور التقنية , كما أنّ الصورة الرقمية والإتصالات هي ثورة القرن الجديد بإمتياز وأصبحنا نلمس هذا التطور من خلال كل مايحيط بنا من أدوات والتي لم يعد بالإمكان الإستغناء عنها وبنفس الأهمية لجميع الناس وكافة الفئات العمرية, كبار وصغار.
كذلك أهميّة الصورة تأتي من إختزال الوقت بنقل الخبر أو الحدث المصوّر وفهمه خلال فترة زمنية قصيرة ( قد تحتاج لثواني أحياناً ) عن الخبر المقروء, مما أختصر الفترة الزمنية وبنفس الوقت أعطى الخبر بعد جديد وجذاب من خلال الرؤيا من ناحية إذا كان الخبر مصوّر فقط, أودعمه للخبر المكتوب بنفس المعنى. مثال ( الأخبار التقليدية في التلفيزيونات العربية الرسمية ).
التوثيق المصوّر:
بداية التوثيق كانت من خلال إدراك الإنسان البدائي الفطري للتوثيق وتعلّمه الرسم حيث بدأ بتوثيق حياته اليومية وذلك من خلال مكتشفات الرسوم على جدران الكهوف للأعمال الحياتية من صيد وغيرها وأنواع الحيوانات الموجودة والأدوات التي يستخدمها في الحياة اليومية حتى قبل أن يتعلم اللّغة وكانت هذه الرسوم من الأهمية بحيث سهلت على علماء الآثار توثيق هذه الفترة الزمنية. ( وجد في أحد الكهوف أكثر من ألف شكل مرسوم على الجدران ).
وبعد ذلك إستخدم المصريون القدماء وشعوب أخرى الرسم لنفس الغاية (رغم وجود اللّغة ) وهي توثيق أهم الأحداث الحياتية الهامّة من طقوس دينية وأعياد وحروب ومناسبات, أفراح وأتراح ومهن مثل الزراعة والطب وغيره.
كذلك التوثيق من خلال الفن التشكيلي أخذ شكلاً أخر وبأسلوب فني مثال على ذلك اللوحات التي تجسد الحروب والأحداث الهامّة تاريخياً كالرحلات الاستكشافية ( مثال كريستوف كولومبس واكتشاف أميركا والأحداث التاريخية الّتي رافقت حملته الإستكشافية وكثير من هذه الرحلات وثقت رسماً) وغالبا ماتكون التفاصيل داخل هذه اللوحات مثل الأزياء والأواني والمفروشات, كانت تدل على الفترة الزمنية ونمط الحياة المعاشة في تلك الفترة.
مما سبق نستدل على أهمية التوثيق فلو كان التصويرموجوداً قبل آلاف السنين كم كان سيسهل على المنقبين الأثريين إكتشافاتهم وكم كان سيوجد أجوبة لأسئلة حتى الآن صعب حلّلها.
وبالتالي إكتسب التوثيق أهمية كبرى بعد إختراع الكاميرا الفوتوغرافية التي كان الهدف الرئيسي من إختراعها هو إستخدامها للتوثيق وأعتقد أن هذا الإختراع بعد حدوثه قد ساهم بشكل كبير في التطوّر البشري والعلوم بكافة أشكالها بشكل أساسي كما سرّع كثيراً في إيجاد حلول تقنية للكثير من الإختراعات والإكتشافات.
التوثيق البصري :
أصبح التوثيق البصري ثقافة وضرورة حياتية لايمكن الإستغناء عنها حيث أصبحنا نراه يحيط بنا ويتواجد بالكثير من ممارساتنا الحياتية وسلوكياتنا حتى اليومية منها.
لقد كانت ثقافة التوثيق موجودة لدينا سابقاً مثال على ذلك التوثيق الأسري من خلال تصوير المناسبات مثل مناسبات الزواج والنزهات والأعياد وتصوير الأطفال في أول يوم ذهاب للمدرسة بلباس المدرسة, لكنه تطور بشكل كبير في وقتنا الحالي نتيجة تطور وسهولة الإستعمال من خلال الموبايل حيث بات يشمل أمور وتفاصيل أكثر لدرجة وصول البعض وبدرجة كبيرة من الفضول قد تصل لحد الهوس بتصوير كل شيء حوله لإعتقاده بأهمية مايصوّره.
أهميّة التوثيق البصري:
تأتي اهميّة التوثيق البصري من واقعيته وحياديته وصدقه كون الصورة الوثائقية أو الفيلم الوثائقي لايحملان رأي أو توجّه يعكس وجهة نظر معينة يمكن إستغلالها لغير غايتها, حتى الأفلام السينمائية الدرامية توثق بكثير من الأحيان من خلال قصة الفيلم أحداث واقعية حدثت بنفس الفترة الزمنية التي صور فيها الفيلم أو معاصرة له.
وأكبر مثال على أهمية التوثيق هو الثّورة السورية ومن يوثّق لها من الناشطين على الأرض كونها حدث عالمي خطير وعرض هذه الصور والأفلام الوثائقية من خلال أهم محطات الإعلام في جميع أنحاء العالم, وكشف حقيقة النّظام ومدى فظاعة جرائمه وكذلك داعش.
حتى الصورة الفنّية هي وثيقة جمالية لحالة بصرية مميّزة ومختلفة أغرت الفنّان لتوثيقها فوتوغرافياً ومشاركتها. ( سوف يأتي من يقول أن الصورة ممكن أن تزوّر. نعم يمكن, لكن يمكن أن يكتشف هذا التزوير بسهولة أيضاً من خلال برامج خاصة بذلك ).
الغاية من التوثيق:
طبعا الغاية من التوثيق تأتي من خلال الحرص على حفظ كثير من الأحداث الهامة والإستفادة منها على الصعيد الإنساني حيث ستكون مواد يمكن إستخدامها للتطوير والتقدم وأخذ الدروس والعبر والحد من حدوث المآسي كما يمكن أن يكون التّوثيق دليل قانوني أو جنائي يمكن إستخدامه لمنع حدوث الكثير من الجرائم ( مثل جرائم النظام السوري بحق السوريين والذي سيدان عاجلاً أم آجلاً من خلال الكثير من الوثائق التي جمعت ضدّه والتي ستوديه لمصيره المحتوم إنشاء الله ).
( الصورة تغني عن ألف كلمة في كثير من الأحيان أو أحياناً (مشان مايزعلو المثقفين والكتّاب والشعراء ).